أمريكا: الجيش عاجز عن سد النقص بأفغانستان وفرنسا ترسل قواتها
1000 (GMT+04:00) - 24/04/08
ساركوزي يتطلع إلى تعزيز علاقاته بواشنطن والغرب
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، صحة التقارير التي كانت قد أشارت إلى عزم فرنسا إرسال قوات تابعة لها إلى أفغانستان، وذلك في كلمة ألقاها الخميس أمام قمة دول حلف شمالي الأطلسي، "الناتو" التي تعقد في العاصمة الرومانية بوخارست.
وقال ساركوزي إنه سيرسل كتيبة من الجيش الفرنسي إلى أفغانستان المضطربة، كما كشف عزمه النظر العام المقبل في احتمال إعادة باريس إلى القيادة المشتركة للحلف بعد أربعة عقود من قيام الرئيس الفرنسي السابق، الجنرال شارل ديغول بسحبها منها، في خطوة تصب في إطار استراتيجيه الرئيس الفرنسي الجديد لتعزيز العلاقات مع واشنطن والغرب.
وكان قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الأدميرال مايك مولان، قد شكك في قدرة جيشه على الوفاء بالتزاماته لجهة تقديم المزيد من الجنود للمجهود العسكري في أفغانستان للعام الجاري، قائلاًَ إن الانتشار الأمريكي الواسع في العراق يقيّد قدرة الجيش في هذا الإطار.
وقال مولان، الذي عرض مواقفه أمام وزارة الدفاع الأمريكية الأربعاء، إن قواته عاجزة عن تلبية الحاجة المتزايدة إلى قوات إضافية في أفغانستان قائلا: "وجود قواتنا في العراق عند المستويات الحالية لا تسمح لنا بسد حاجة أفغانستان،" وذلك في موقف يتزامن مع محاولة الرئيس الأمريكي، جورج بوش إقناع دول حلف شمال الأطلسي برفع مساهمتها في ذلك البلد.
واستبعد مولان أن يصار إلى إجراء خفض إضافي لعدد الجنود في العراق بعد انتهاء سحب القوات الإضافية الصيف المقبل، وذلك بسبب الوضع الميداني.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي: "لا أتوقع أن بإمكاننا سحب المزيد من القوات (من العراق) هذا العام."
وأضاف: "الأوضاع في العراق لا تسمح لنا بخفض عدد الجنود المنتشرين هناك، وبانتظار أن يتوفر هذا العنصر فأنا لا أتوقع أن يكون في مقدورنا تأمين القوات الإضافية الضرورية لأفغانستان التي تعتبر أولوية بالنسبة لنا أيضاً."
وأكد مولان أن قيادته ستحتاج إلى فترة قد لا تقل عن أربعة أشهر للنظر في إمكانية إجراء خفض إضافي للقوات، "بعد عودة آخر الكتائب المقرر سحبها من العراق" في يوليو/تموز المقبل.
وأوضح ذلك بقوله: "من الواضح أننا سنوقف عمليات الانسحاب في آخر يوليو/تموز لبعض الوقت، ولا يمكنني الآن أن أحدد الوقت الذي قد نستغرقه في تلك المرحلة، قد نحتاج 45 يوماً أو 60 يوماً أو حتى 120 يوماً."
وحدد الأدميرال الأمريكي الحاجات العسكرية في أفغانستان بكتيبتين مقاتلتين، إلى جانب ثلاثة آلاف جندي لتدريب القوات المسلحة الأفغانية، علماً أن الجيش الأمريكي وفر حالياً 3500 جندي من مشاة البحرية في أفغانستان، لكن موعد انسحابهم حدد الخريف المقبل.
كما لفت إلى أنه ينتظر بفارغ الصبر قرار دول حلف شمال الأطلسي حيال زيادة التزاماتها العسكرية.
وكان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، قد طلب بوضوح من أعضاء حلف شمال الأطلسي، "الناتو" الأربعاء زيادة مساهمتهم في القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان حالياً، محذراً إياهم من أن الفشل في مواجهة تنظيم القاعدة وحركة طالبان في تلك البلاد سينقل المعركة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وجاءت مواقف الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه على هامش افتتاح قمّة دول حلف شمال الأطلسي في العاصمة بوخارست حيث قال إن دول الحلف يجب أن تنتصر في حرب أفغانستان. (التفاصيل)
وذكر بوش أن فرنسا ورومانيا سبق أن وافقتا على زيادة عدد قواتهما في أفغانستان، وطلب من سائر الدول القيام بخطوات مماثلة، قائلاً: "طلبنا من دول أخرى في الحلف أن تزيد حجم قواتها.. إذا لم نهزم الإرهابيين في أفغانستان فسنواجههم على أرضنا."